عندما نتحدث عن سلوك المؤسسة فإننا نشير إلى الأنماط والممارسات التي تتبعها المؤسسة ككيان تنظيمي وكيفية تفاعلها مع العناصر الداخلية والخارجية، فإن سلوك المؤسسة يمثل الثقافة العامة للمؤسسة والقيم والمبادئ التي تتبعها في تعاملها مع الجميع ابتداء بالموظفين فالعملاء فالشركاء والمجتمع ككل.
لا يعتمد نجاح المؤسسة على فهم الاقتصاد أو التطوير التنظيمي أو التسويق فقط، بل يعتمد على فهم المؤسسة بشكل عام
لأفرادها ومحيطها وفهم مسؤول الوحدة التنظيمية لعلم النفس البشري، أي علاقة الموظف مع كلا من الشركة والعملاء
والزملاء والمسؤولين وكيفية التواصل بينهم، بعدها سيتمكن فهم طبيعة تصرف الموظف وسلوكه عند قيامة بأمر ما، مما يؤدي
إلى إمكانية التنبؤ بسلوك هذا الموظف مستقبلا وبالتالي معرفة كيفية التأثير على هذا السلوك للأفضل ولما هو في صالح
المؤسسة.
ولكي يتمكن المسؤول بأداء هذا الدور بفعالية لابد أن يكون مجهز بمهارات محددة ومنها المهارات الفنية كقدرته على القيام
بمهام ادارته بتفوق قبل الطلب من الموظف القيام بها، كذلك التمتع بالمهارة الشخصية وهي قدرته على الارتباط والتواصل مع الاخرين، بالإضافة إلى تحليه بالذكاء العاطفي الذي يجعل من أفعالة وعواطفه تأثير على فريق العمل، وأخيرا لابد للمسؤول فهم وإدراك طبيعة عمل المؤسسة لتحقيق رؤيتها.
كما ان هناك بعض التخصصات العلوم السلوكية التي من شأنها تجعل المسؤول قادر على فهم سلوك فريق العمل، أول هذه
العلوم هو علم النفس وهو الدراسات العلمية لسلوك الكائنات الحية خصوصا الانسان بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك
وتفسيره والتنبؤ فيه وهذا ما أشرنا إليه سابقا في هذا المقال، أما ثاني هذه العلوم هو علم الاجتماع وهو العلم الذي يُعنى بدراسة الحياة الاجتماعية، والسلوكيات، والتفاعلات، والقواعد، والعمليات الاجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمعات حيث يساعد ساهم علم الاجتماع في حل المشكلات الاجتماعية، وله تأثير فعّال في مساعدة الأفراد على التكيُّف مع الظروف المحيطة بهم ومعرفة دورهم في المجتمع، بينما يبحث علماء النفس الاجتماعي في مفاهيم علم الاجتماع وعلم النفس في التركيز علي كيفية تفاعل وتأثير الناس علي بعضهم البعض عن طريق النظر الى السلوكيات والمشاعر والأفعال والمعتقدات وكيفية تكوينها، رابع العلوم هي العلوم السياسية حيث يدرس علماء السياسة سلوك الأفراد والجماعات في بيئة سياسية وبالأخص كيفية إدارة الصراعات وتنظيمها وكذلك كيفية استخدام السلطة، وآخر العلوم هي علم الانسان الذي يتعلق بدراسة الناس والتأثيرات المجتمعية والبيئية والثقافية كدراسة وفهم الثقافات الأخرى والقيم والمواقف التي تتبناها الشعوب والمؤسسات الأخرى.
أجل، يقع على عاتق المسؤول الكثير من المهام الضرورية خاصة بفهم سلوك الأفراد سواء كانوا الموظفين أو العملاء أو
الشركاء وبالتالي تزداد قدرته على إدارة المؤسسة، ولا يكفي فهم المسؤول للعلوم السابقة الذكر بل لا بد من التدريب المستمر
والاستمرارية بنهل العلم والمعرفة ليصبح قادر على قيادة فريق العمل محققا هدف المؤسسة.
Comentarios