في عام 2009 نظمت جمعية المهندسين الكويتية مؤتمرا عالميا بعنوان “الطاقة البديلة خيار أم ضرورة”؟ وكانت التجهيزات تسبق موعد إقامته بنحو عامين، حيث كان المؤتمر برعاية وحضور أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، حينها كنت عضوا في فريق العمل الذي ضم العشرات من المهندسين والمهندسات المتطوعين لتنظيم هذا الحدث الكبير، والذي كان يتخلله انتخابات رئاسة اتحاد المهندسين العالميين، لذلك كُنّا نزور المسؤولين في الدولة لدعوتهم شخصيا لحضور المؤتمر، وأتاح القيمون على الجمعية آنذاك الفرصة للشباب لتقديم الدعوات، حينها لم أكن عضوة في مجلس إدارة الجمعية، بل مهندسة متطوعة حديثة التخرج.
أتذكر ذاك اليوم بالضبط حين تلقيت اتصالا يفيد بضرورة التجمع في مقر الجمعية للتوجه إلى قصر السيف للقاء أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد، آنذاك، الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وفعلا تم اللقاء مع أحنّ أبوين، أصحاب الابتسامة الحانية.
كان حوارنا مع الأمير الراحل الشيخ نواف الاحمد مليئا بعبارات التشجيع للشباب الكويتي الطموح، والفخر، والاعتزاز بنا كمتطوعين طامحين إلى رفع اسم وطننا في المحافل الدولية، وبعد هذا الحوار الشيق تم التقاط صورة جماعية لوفد الجمعية، كنت اتمنى لو ألتقط صورة شخصية مع الأمير الراحل، لكني كنت خجلة من ان اطلب هذا الطلب من سموه، وما ان رأى، يرحمه الله، نظراتي حتى بادرني بالسؤال “تبين صورة بروحج”؟ وكنت فرحة جدا بسؤاله هذا وكيف استشعر سموه فيني.
في رحيل أمير التواضع والتسامح، أمير البلاد الراحل صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمة الله عليه، أقر أنني كنت محظوظة في لقاء سموه،خصوصا في بداية مشواري العملي، وعلى مدار أربعة عشر عاما، وانا أرى الصورة في مكتبي، واستذكر كلماته الراسخة في عقلي ووجداني، والتي كانت الدافع والمحفز لي دائما، برحيل سموه أود أن أخبره أننا على العهد، وكما أوصيتنا أن تكون الكويت نُصب أعيننا.
نتضرع للباري عز وجل أن يتغمد فقيدنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بواسع رحمته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان، داعين المولى العلي القدير أن يسدد خطى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، لما فيه خير للبلاد والعباد.
جريدة السياسة - ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
Comentarios