من يقرأ العنوان يتبادر إلى ذهنه أنني أود الحديث عن الراتب أو مقارنة المميزات بكلا القطاعين، ولكن في
الحقيقة أود الحديث عن موقف حدث لي مؤخراً ولا أعلم هل اعتبره مؤلم أم ساخر؟!
كان من المقرر عقد اجتماع بين جهة عملي وشركة من شركات القطاع النفطي، بادئ ذي بدء دأب الموظف
المختص من الشركة الاتصال مرارا وتكرارا مصرا على تحديد موعد دون مراعاة مواعيد الطرف الأخر رغم ردنا المتكرر سيتم تحديد وابلاغكم، وتم له ما أراد فأخذ في الأيام التالية الاتصال للتأكيد بحضور ممثل جهتنا بنفس منصب ممثل جهتهم! استغربت فالموعد تم تحديده فعلا مع الشخص المسؤول المختص، وما أثار دهشتي أن الموظف كرر على مسامعي عبارة أن القيادي النفطي المختص "شخصيا" سيترأس الاجتماع ولا مجال للخطأ، وما كان مني إلا أنني نوهت إن كان لمسؤوله اعتبار فالقيادي بالقطاع الحكومي ذي شأن أيضا ولا داعي للاتصال اليومي لأنه يتعامل مع شخص على قدر من المعرفة الكافية لإدارة الأمور.
وتكرر الأمر مع موظف آخر من نفس الشركة في موقف مشابه، أخذ يستفسر إن قمنا بإبلاغ بوابة "كبار الشخصيات" بأسماء الحضور، وكم قاعة لدينا وأي قاعه اخترنا لعقد الاجتماع، والسؤال "الوقح" هو إن كانت لدينا أقلام لتوقيع الأوراق المتعلقة بالاجتماع! حقيقة هذا السؤال كان كالصاعقة وتوقفت لبرهه عن الإجابة بنعم لأنني خشيت أن تكون أقلام العاملين بالقطاع النفطي حبرها نفط!، فالأقلام التي اعتدت استخدامها قلم حبر سائل أو "بو أربع ألوان" ناهيك عزيزي القارئ عن أقلام الرصاص "بو برّاية"!
بالمقابل، تلقيت خطاب رسمي من نفس الشركة يحتوي على رقم تواصل خطأ، وكتاب آخر يحتوي على طلب وعلينا التنفيذ خلال يوم واحد لأن الموظف النفطي قد نسي إرساله مسبقا، وأمور أخرى كانت من وجهة نظري من الطبيعي حدوثها لأننا بالنهاية بشر، ولكن نبرة التعالي التي تعامل بها من حكم عليه القدر بالتنسيق معي أشعرتني بأن هناك من يعتبر العاملين بالقطاع الحكومي أشخاص غير منظمين ولا مسؤولين ولا يفقهون بأبسط المسائل!
نقلي لهذا الحدث عبارة عن رسالة موجهه لكل من يعتقد أن العاملين بالقطاع الحكومي عديمي المسؤولية، إن أبناء هذا القطاع قد يفوقون معظمكم علما، وفكرا وكفاءة لكنكم تفوقونه "بالواسطة" التي استبدلت أماكنكم.
جريدة السياسة - 3 فبراير 2024
Comentários